جريدة الأنباء و الفنون

نزوح جماعي في قطاع غزة خوفا من هجوم بري

شؤون

بعد أسبوع على اندلاع الحرب بين قطاع غزة وإسرائيل، نزح آلاف الفلسطينيين داخل قطاع غزة جنوبا بعد إنذار من إسرائيل بإخلاء مدينة غزة، مما يرجح احتمال حصول عملية برية ردا على الهجوم غير المسبوق على إسرائيل منذ نشأتها.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، فجر السبت، أن الجيش سينتقل إلى “عمليات قتالية نوعية إضافية”، مجددا الدعوة لإجلاء المدنيين من مدينة غزة. كما أعلن الجيش مقتل قيادي عسكري في حركة حماس.

ونزح عشرات آلاف الفلسطينيين خلال الساعات الماضية من مدينة غزة في اتجاه جنوب القطاع. وأفاد صحافيون في وكالة فرانس برس بأن عددا كبيرا منهم وصل إلى منطقة رفح المحاذية للحدود المصرية، ويحاولون إيجاد ملجأ وأماكن إقامة.

وقالت سيدة عرفت عن نفسها باسم أم حسام (29 عاما) والدموع تغطي وجهها، بينما يرافقها أربعة أطفال، الجمعة: “إلى متى يبقى القصف والموت؟ لم تبق لنا بيوت، كل منطقة في قطاع غزة مهددة. نطالب العرب بحمايتنا. أين العرب؟ يكفي. يكفي”.

وأطلقت حماس في السابع من أكتوبر عملية “طوفان الأقصى” التي توغّل خلالها مقاتلوها في مناطق إسرائيلية من البحر عبر زوارق، ومن البر عبر اختراق أجزاء من السياج الحدودي الشائك، ومن الجو عبر طائرات شراعية آلية، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل. ودخلوا مواقع عسكرية وتجمعات سكنية وقتلوا أشخاصا وأسروا آخرين.

ويرد الجيش الإسرائيلي منذ أسبوع بقصف مكثف على قطاع غزة، بعد أن شدّد الحصار على القطاع عبر قطع المياه والكهرباء.

وقتل أكثر من 1300 شخص في إسرائيل، معظمهم مدنيون، منذ بدء الهجوم، وبينهم 258 جنديًا، وفق آخر حصيلة للجيش، ووصل عدد الجرحى إلى أكثر من 3200، وبلغ عدد الرهائن الذين أسرتهم حركة حماس حوالي 150. وأكد كونريكوس في منشور له على موقع “إكس” (تويتر سابقا) أن 120 من الرهائن “مدنيون”.

وارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي إلى 2215، بينهم 724 طفلا، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحركة حماس صباح اليوم السبت.

مستحيل

أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أن قواته البرية والمدرعة نفذت عمليات توغل “في الساعات الأربع والعشرين الماضية” في قطاع غزة “لتنظيف المنطقة من الإرهابيين والسلاح” ومحاولة العثور على “مفقودين”.

وجاء في بيان الجيش: “على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية، نفذت قوات الجيش الإسرائيلي عمليات توغل داخل أراضي قطاع غزة” للبحث عن “الإرهابيين” و”الأسلحة”، مضيفا أنه خلال هذه العمليات، بُذلت جهود أيضًا لجمع أدلة من شأنها أن تساعد في “العثور على الرهائن”.

وغادر سكان يعيشون في شمال قطاع غزة بالسيارات وعلى دراجات نارية وفي شاحنات وعلى الأقدام، الجمعة، بحسب ما أفاد صحافيون في فرانس برس، متجهين جنوبا.

وجدد الجيش الإسرائيلي، السبت، طلبه من سكان غزة الإجلاء. وقال: “لا نحاول أن نقتل أو نجرح أي مدني. نحن نقاتل حماس”.

وأضاف: “رأينا أشخاصا أصغوا إلى إنذارنا”، داعيا الباقين إلى القيام بالأمر نفسه لحماية أنفسهم وعائلاتهم.

ورفضت حركة حماس إخلاء مدينة غزة التي يقول الجيش الإسرائيلي إنها مركز عمليات الحركة.

وأثار هذا الطلب الإسرائيلي انتقاد الأمم المتحدة وجهات عربية ودولية.

وصرّح وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، السبت في بكين، بأن دعوة إسرائيل إلى إجلاء أكثر من مليون فلسطيني من شمال قطاع غزة خلال يوم واحد، أمر “مستحيل تماما تنفيذه”.

وقال: “الموقف واضح، إننا ندافع بالتأكيد عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، مضيفا: “لكن كأي حق آخر، هذا له حدود، وهذه الحدود هي القانون الدولي”.

وحثّ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، إسرائيل على “تجنب وقوع كارثة إنسانية”.

وقال لصحافيين: “الوضع في غزة وصل إلى مستوى خطير”، مشددا على أن “النظام الصحي على وشك الانهيار” و”المشارح مكتظة”، وتابع “حتى الحروب لها قواعد”.

في نيويورك، دعا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، الجمعة، إلى “وقف إنساني لإطلاق النار” في قطاع غزة وإسرائيل، محملا الولايات المتحدة مسؤولية استمرار النزاع بين الطرفين.

ونص مشروع قرار تقدمت به روسيا إلى مجلس الأمن الدولي، اطلعت عليه وكالة فرانس برس، على وقف “فوري” لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن، منددا بشدة “بجميع أعمال العنف والأعمال العدائية الموجهة ضد المدنيين وجميع الأعمال الإرهابية”.

وقررت المملكة العربية السعودية، السبت، تعليق محادثات التطبيع مع إسرائيل، حسبما أفاد مصدر مقرب من الحكومة السعودية وكالة فرانس برس.

وكانت الرياض أكّدت رفضها دعوات “التهجير القسري” للفلسطينيين من قطاع غزة وندّدت باستمرار استهداف إسرائيل “للمدنيين العزّل”، في بيان هو الأشد لهجة منذ اندلاع الحرب.

تفاصيل ميدانية

أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، السبت، مقتل 324 شخصا في القطاع خلال الساعات الـ 24 الماضية جراء القصف الإسرائيلي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، مقتل قيادي عسكري كبير في حركة حماس في ضربة جوية إسرائيلية خلال الساعات الـ24 الأخيرة، هو “قائد العمليات الجوية” مراد أبو مراد، وقد قتل في مركز نفذت الحركة منه “نشاطها الجوي”، في إشارة إلى استخدام حماس الطائرات الشراعية الآلية في هجومها على إسرائيل. ولم يصدر تأكيد من حماس في الوقت الحاضر.

وأعلنت الأمم المتحدة، السبت، أن أكثر من 1300 مبنى في قطاع غزة دمر، بعد أسبوع من القصف الإسرائيلي المركّز على القطاع ردا على هجوم حركة حماس.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن “5544 وحدة سكنية” في هذه المباني دمرت فيما أصيبت حوالي 3750 وحدة أخرى بأضرار جسيمة إلى حد لم تعد قابلة للسكن.

في ما يتعلق بجبهة حزب الله وإسرائيل في الجانب اللبناني، أعرب متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، السبت، عن “أسفه الشديد” لمقتل صحافي في وكالة رويترز خلال تبادل إطلاق نار يوم الجمعة بين حزب الله وإسرائيل.

ورد ريتشارد هيخت عندما سئل عن مقتل الصحافي في رويترز: “نتأسف بشدة لموت الصحافي”. وأصيب في الحادثة أيضا ستة صحافيين آخرون، بينهم المصوران في وكالة فرانس برس كريستينا عاصي وديلان كولنز. لكن الجيش الإسرائيلي لم يقرّ بمسؤوليته عن الحادثة. وقال هيخت: “ننظر في المسألة”.

وكانت مجموعة من الصحافيين من مؤسسات إعلامية ووكالات عدة في محيط بلدة علما الشعب الحدودية مع إسرائيل لتغطية تبادل إطلاق النار الذي حصل بعد ظهر الجمعة، وفق ما أفاد أحد مصوري فرانس برس المصابين.

واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي عصر الجمعة أطراف بلدات حدودية، بينها علما الشعب والضهيرة والعديسة، وفق ما أفاد مصدر أمني لبناني فرانس برس. وأوضح المصدر أن القصف أعقب “محاولة تسلل” من الجانب اللبناني من “مجموعة فلسطينية”.

وأعلن حزب الله أنه ردّ “على الاعتداءات الإسرائيلية عصر اليوم الجمعة على محيط عدد من البلدات اللبنانية الجنوبية”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل عدد من “الإرهابيين” خلال إحباط محاولة تسلل من جنوب لبنان ليلا.

وأوضح المتحدث العسكري، في بيان، أن “جنودا في الجيش الإسرائيلي حددوا قبل بضع ساعات مكان وحدة كومندوس إرهابية كانت تحاول التسلل من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية. استهدفت طائرة مسيرة الوحدة وقتلت عددا من الإرهابيين”.

وتشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تبادلاً للقصف منذ يوم الأحد الماضي.