جريدة الأنباء و الفنون

مغاربة ليبيا في قلب الفوضى الأمنية.. مخاوف متزايدة ومستقبل مجهول

صفاء جيلولي – صحافية متدربة بشؤون 

توتر متصاعد يربك أوضاع مغاربة ليبيا وسط غياب حلول رسمية

منذ تجدد الاشتباكات المسلحة بين الفصائل المتنازعة في العاصمة الليبية طرابلس، تعيش الجالية المغربية هناك فصلاً جديدًا من القلق وعدم الاستقرار، في ظل أوضاع أمنية متشنجة تعيد البلد المغاربي إلى دائرة الفوضى، وتنسف الجهود الرامية إلى إرساء مؤسسات مستقرة.

مشاعر القلق تسود في أوساط المغاربة المقيمين بليبيا، خاصة في ظل ما يصفونه بعودة الارتباك الأمني والسياسي، الذي يعمق الانقسام ويعرقل مسار بناء الدولة. ومخاوف من أن تسود الفوضى مجددًا وتُجهض محاولات الخروج من الأزمة.

تحركات محدودة وتخوفات متنامية

أوضاع المغاربة القاطنين في محيط طرابلس تبدو أكثر هشاشة مقارنة بأولئك الموجودين في مناطق أبعد عن مركز التوتر. حسب المكي الخريصي، مغربي مقيم في ليبيا، فإن الاشتباكات الأخيرة أثرت بشكل مباشر على حرية التنقل والحياة اليومية، في وقت بات فيه تتبع الأخبار جزءاً من الروتين المقلق للجالية، التي تأمل بعودة الحياة إلى وضعها الطبيعي.

دعوات متكررة إلى تدخل رسمي لإنهاء معاناة المغاربة المحتجزين في مراكز الإيواء، وسط غياب بيانات دقيقة حول أعدادهم ومصيرهم. كما سجل الخريصي غياب التنسيق بين أفراد الجالية، داعياً إلى خلق آلية تعاونية فعالة لتبادل المعلومات وتعزيز الحذر في ظل التهديدات المتصاعدة.

مادة إعلانية

صعوبات متزايدة في ظل فراغ دبلوماسي

وجود الجالية المغربية في ليبيا بات محصوراً بين مطرقة التوتر الأمني وسندان ضعف الخدمات القنصلية، نتيجة غياب التمثيلية الدبلوماسية المغربية منذ سنة 2014. واقع زاد من تعقيد الإجراءات القانونية الخاصة بالعمالة الوافدة، في ظل فرض غرامات من قبل السلطات الليبية، وهو ما يستدعي – بحسب المتحدث – تدخلاً مباشراً من وزارة التشغيل المغربية.

تأثيرات نفسية واقتصادية

محمد جغلاف، مغربي آخر مقيم بليبيا، أشار إلى أن آثار النزاع المسلح طالت الأطفال على وجه الخصوص، بفعل الإغلاق المتكرر للمدارس وغياب مظاهر الحياة الطبيعية، إلى جانب تصاعد الخوف بسبب الرصاص العشوائي واحتراق الممتلكات.

توقف الأنشطة التجارية والخدمات العامة بات سمة مألوفة مع كل تصعيد، فيما يُضاف تدهور الأوضاع الاقتصادية إلى التحديات اليومية، حيث يشتكي المغتربون من غلاء المعيشة وتفاقم الضغوط المادية.

العودة إلى الوطن… خيار صعب

رغبة متزايدة لدى عدد من المغاربة في العودة إلى أرض الوطن، هرباً من الأوضاع الأمنية والاقتصادية، غير أن صعوبة إيجاد بدائل مهنية في المغرب تُبقي القرار معلقاً. ورغم محاولات الحفاظ على التماسك داخل الجالية المغربية بطرابلس، فإن الحاجة إلى دعم رسمي مستمر يظل ملحاً لتجاوز هذه المرحلة العصيبة