جريدة الأنباء و الفنون

مسابقة القارئ النهم: الطفل أولا.. القراءة دائما

أجدور عبد اللطيف/شؤون

يحتضن المركز الثقافي إكليل بتطوان فعاليات الحفل الختامي لمسابقة القارئ النهم التي يؤطرها نخبة من الشباب المبدع المتشبع بإرادة التغيير وبنوازع إعادة الرص والتدبير، بإشراف من مركز إكليل الثقافي وبشراكة مع عدد من الفعاليات الثقافية بالمدينة.

وتعتبر المسابقة مبادرة رائدة أطلقت لحفز الصغار على فعل القراءة، حيث يطلب منهم قراءة عشرين قصة كحد أدنى للترشح للإقصائيات النهائية والتباري على مجموعة من الجوائز القيمة.

مادة إعلانية

لكن الجائزة الكبرى هي إعادة عقد الصلح بين الطفل والكتاب، ونبذ المساءة بينهما التي قربها الهاتف والحاسوب بشكل أو بآخر، وشيوع العوالم الرقمية التي لا تصمد أمامها متعة الكتاب المتوارية التي لا يستشفها الطفل العجل، ثم إنها إبحار به في عوالم الخيال والتاريخ، وحشر له في زوايا الوقائع والبدائع، ومن تم تمرير كل ما نحتاج لتمريره من خصال حميدة وفعال مجيدة وقيم كونية سديدة، نعجز كل حين في تمريرها مجردة في خضم الزحف الكاسح لقيم العولمة وتسليع القيم والأخلاق، واستهلاك المعاني السامية وتقويضها، مقابل إفساح الحيز للنوازع الدنيئة وتكريس الانحلال والميوعة بكل تجلياتهما، وإشاعة والغوغائية والسطحية والعنف والتطرف، وتسليط الأضواء على المتمسحين والمتسلقين والخوائيين وبرامجهم ومسابقاتهم التافهة التي تنسب ظلما للفن والإبداع.

ويشارك سنويا بالمسابقة ما يفوق الخمسين متعلما من المترددين على المركز، بحيث تتم استثمار مكتبة المركز التي تحتوي على عدد كبير من الكتب المتنوعة والغنية، بحيث تمس الجوانب العلمية واللغوية والإدراكية والفنية والقيمية، كما تشحذ هممهم في التسابق واستفراغ الوسع في هدف نبيل كالقراءة، وتتم الإقصائيات التمهيدية بعد استكمال كل طفل لقراءة عشرين كتابا يناسب الفئة العمرية التي ينتمي إليها، ثم يتقدم بها أمام اللجنة بعد تنقيح ملخصاته بمعية أطر المركز، ليتم اختيار اللائحة النهائية المتنافسة على لقب القارئ النهم للسنة الجارية.

تمت برمجة الحفل النهائي هذه السنة يوم 12 مارس 2023 بالمركز الثقافي إكليل بداية من الثالثة والنصف بعد الزوال، لتتويج المجهودات، وتقدير كل المتدخلين الذين يبذلون الوافر والنادر في سبيل تأسيس جيل قارئ، مبدع خلاق، ذو قريحة متوقدة ونفس منفتحة على الإنسانية وعلى الآداب والحضارات، وذات تطلع بناء لمستقبل ينعم فيه بنو الإنسان بالرخاء والسلم.

يتوجب الاستثمار بالمزيد من الموارد المالية والبشرية، بالوقت والجهد وإطلاق المزيد من المسابقات والفعاليات التي من شأنها الاستئثار باهتمام الناشئة ودفعهم لسلوك هذا الطريق المفعم بالفوائد والعوائد، عليهم وعلى مجتمعاتنا المتطلعة إليهم في ترقب بالغ.