لــم تـــســتــطــع تـلـك الــفــتـاة مُـــقــاومــة خــوفــهــا مــن ســائـق سيارة الأجرة الذي أوصلها من الجامعة القريبة إلى البيت لم تجادله فيما طلب فدفعت ونزلت تلعن حظها و تسب القانون الغائب ، وبعد عدة أمتار تفاجأ السائق بوجود نقطة تفتيش وهو لم يكن مرتدياً لحزام الأمان فاضطر لدفع كامل المبلغ الذي أخذه من الفتاة كرشوة للشرطي ليتجنب الحجز ومضى في طريقه متناولاً هاتفه النقال ليلتقط بعض الصور لشرطي المرور خلسة ولعن الفاسدين ، فيما اشترى الشرطي من البقال القريب بعض الفواكه و حين وصل بيته وجدها فاسدة فشرع بسب الخضري ولعنه متسائلاً أين سيذهب يوم القيامة من غضب الله ؟ – من غشّنا ليس منا – و عاد في اليوم التالي للبقال لكنه لم يجده في مكانه وحين بحث عنه أخبروه أنه تعرض لتسمم و نقلوه إلى المستشفى الإستثماري القريب من منزله . دفع ذلك البقال أضعاف ما جناه من بيع الفاكهة الفاسدة للمستشفى المخالف للشروط الصحية وسب السلطة لعدم وجود خدمة في المشافي الحكومية الأمر الذي اضطره للقدوم لهذا المشتشفى الخاص والذي بناه صاحبه بعد أن دفع ” إكرامية” لموظف الإنشاءات في البلدية بمساعدة زوجته التي تمكنت من إقناع الموظف بطرقها الفنية ، هذا الموظف الذي يدفع كل شهر مبلغاً ليس بالقليل كأجور دروس خصوصية لمدرس إبنه في مادة التربية الوطنية والذي طُرد من وظيفته بعد سجنه بجريمة اختلاس وخرج بقانون العفو العام وكان هذا المدرس قد نجا للتو من حادث احتراق سيارته بسبب ميكانيكي خدعه بوضع قطع غيار غير أصلية فيها مما تسبب باحتراقها بالكامل فيما يعاني هذا الميكانيكي من كثرة طلبات عشيقته زوجة صديقه بائع الحبوب المخدرة الذي أثقلت كاهله طلبات ابنته الطالبة الجامعية ، أعطاها المال الذي تجمعه لتشتري به مستلزمات الدراسة ولكنها اشترت هدية لحبيبها ابن مدير المستشفى الإستثماري الذي رفض الهدية لأنها لا تليق بمقامه ، فغضبت وأعادت الهدية للمحل واستعادت المال واستقلت سيارة أجرة وحين وصلت طلب منها السائق ضعف الأجر المستحق .
فــلـم تــســتــطـع هــذهِ الـفــتـاة مُـقـاومـة خـوفـهـا مـن الــسـائـق ودفعت له ما طلب .
وفي صبيحة يومٍ جديد اجتمع هؤلاء في طابور أمام بناية مدرسة الأخلاق الحميدة التي في الحي أدلوا بأصواتهم في انتخابات مجلس الشعب بممارسة ديموقراطية شفافة ونظيفة وعادوا يتباشرون ببوادر انتهاء الفساد بعد أن منحوا ثقتهم لمرشرح دائرتهم ” مدرس التربية الوطنية ” الذي أوصى باختياره صديقهُ واعظ المسجد لكونه من ضحايا النظام السابق.