جريدة الأنباء و الفنون

زيارتي لبرشلونة

البشير القريمدي

وصلت برشلونة وقد بقي يومان ليخوض المنتخب المغربي مباراته ضد المنتخب الاسباني في دور الثمانية. لما حطت بنا طائرة فويلينغ بمطار البراط توجهت على متن قطار إلى مركز المدينة.. نزلت بمحطة غراسيا، بدت المدينة على غير طابعها المعتاد، القليل من الزوار يلتقطون صورا تخلد ذكرياتهم بجانب معلمة غاودي العجيبة بألوانها وهندستها الغريبة..

كانت الشمس قد شقت خيوطها وكشفت عن وجه مساحات خالية بين عدد من الأشجار الواقفة على امتداد شارع غراسيا. حوَّلَ النسيمُ البارد الأوراقَ اليابسة إلى حضرة صوفية تدور حول نفسها.. بينما ظلت الأشجار شامخة كأنها هياكل بشرية تحمِّلُ الناظرين إليها بعض الرسائل، وكأنها تقول: مازلنا هنا حتى لو انفصل الزمان عن المكان..

واصلت السير دون أن أقصد أي مكان معين، أردت أن أتحرر من أي التزام بالوقت أو السير على هدى غوغل مابس..

مادة إعلانية

بعد ربع ساعة من السير والتوقف أحيانا لالتقاط صور شدت انتباهي، وجدت نفسي أمام كاتيدرائية لاساغرادا فاميليا- الأسرة المقدسة- وهي بناية ذات شكل هندسي فريد، تقف شامخة بأبراجها المخروطية وكأنها تتطلع إلى معانقة السحاب في خيلاء. زينت جنباتها بنقوش وتماثيل غاية في الدقة والتفاصيل، تصورُ الحياة المسيحية وغيبياتها. في بابها يصطف حشد من السياح منهم من يلتقطون الصور ومنهم من ينظرون إليها بإعجاب واندهاش بينما البعض الآخر ينتظر دوره لشراء صكوك غفران دخولها.

في الطريق إلى جيرونا عبر خدمة الكوفواتيغاج، تذكرت بونو حارس فريقها الأول سابقا. وقلت للسائق الاسباني وهو شاب يسمى مارسيل: كيف ترى مباراة المغرب واسبانيا بعد غد؟

قال مارسيل: الكرة لا تعني لي شيئا، لا أتابعها لكني أعرف أن بونو حارس كبير واسبانيا فا غانار.. اسبانيا ستفوز!! قالها وعلامات الوثوق بادية على محياه.. قلت: لن تنهزم اسبانيا لكن المغرب سيفوز.. أومأ برأسه رافضا وبدأ يسرد على مسمعي إنجازات البطولة الاسبانية.. لما وصلنا إلى جيرونا كنت قد علمت مارسيل جملة باللغة العربية وطلبت منه أن يرددها: المغرب يفوز على اسبانيا. اشتكى من صعوبة نطق حرفي العين والغين لكنه في الأخير تمكن من حمل لسانه على نطقها. شكرته وودعته وطلبت منه ألا ينسى تكرار الجملة أثناء المباراة.