جريدة الأنباء و الفنون

دراسة حول الذكاء الاصطناعي و الإنتاج السمعي البصري بالمغرب

شؤون

أصدرت مجموعة العمل الخاصة بموضوع “التقنين و وسائل الإعلام الرقمية”، المحدثة في إطار المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري التابع للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، مؤخرا، النسخة العربية للدراسة التي نشرتها شهر مارس 2024 حول “الذكاء الاصطناعي و الإنتاج السمعي البصري و الرقمي بالمغرب – آثار ثورة تكنولوجية”.

و نقل بلاغ للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري عن رئيسة مجموعة العمل المذكورة، نرجس الرغاي، قولها إن “النسخة العربية لهذه الدراسة ستتيح لجمهور أوسع فرصة التعرف على تأثير استخدام الذكاء الاصطناعي في المحتويات السمعية البصرية و الرقمية”.

و حسب المصدر ذاته، فإن هذه الدراسة تسعى إلى تقديم إجابات و توجيهات حول تساؤل محوري يتعلق بماهية الإنجازات المحرزة في المغرب بخصوص الاستعداد لموجة الذكاء الاصطناعي في مجالات السمعي و الرقمي البصري و الإعلانات.

و لهذا الغرض، أجرت مجموعة العمل الخاصة بموضوع “التقنين و وسائل الإعلام الرقمية” استطلاعا هو الأول من نوعه بالمغرب، تم توجيهه إلى المهنيين في قطاعات السمعي البصري و الرقمي و الإعلاني (منتجون في القطاع السمعي البصري و مخرجون و صناع المحتويات الرقمية و معلنون)، بالإضافة إلى خبراء في الذكاء الاصطناعي و باحثين و أساتذة في السمعي البصري و الرقمي.

و أشار البلاغ إلى أن من نتائج هذه الدراسة، على سبيل المثال، فإن 67 بالمئة من مهنيي السمعي البصري و الرقمي و الإعلانات يرون أن استعداد هذه القطاعات لانتشار الذكاء الاصطناعي بالمغرب “ضعيف”، في حين يرى أزيد من ثلث المشاركين، أي 33 بالمائة، أن هذا الاستعداد “غير موجود” على الإطلاق.

و مكنت نتائج هذه الدراسة من إعداد قاعدة تحليلية لتقييم تأثير استخدام الذكاء الاصطناعي في المحتويات السمعية البصرية والرقمية، حيث أتاحت بذلك فرصة قياس مدى استعداد المهنيين لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في قطاعات السمعي البصري و الرقمي و الإعلانات، و تقديم مقترحات بشأن القواعد الواجب اعتمادها بهذا الخصوص، علما أن 64 بالمائة من المشاركين يقرون بأن فرقهم غير مدربة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

و تعرض هذه الدراسة أيضا استخدامات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المضامين السمعية البصرية و الرقمية، كما تحدد تأثيره على عملية صناعة هذه المحتويات، و تتطرق للإطار التنظيمي لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بما يضمن الابتكار المسؤول.

كما تؤكد الدراسة على ضرورة الاعتماد على بوصلة أخلاقية لتوجيه تطور الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح أمرا مُلحًّا و بالغ الأهمية.

و تؤكد الرغاي، حسب البلاغ، أن “الأجوبة التي تم تجميعها من المهنيين في قطاعات السمعي البصري و الرقمي و الإعلانات، و من خبراء الذكاء الاصطناعي، قد ساعدت على توثيق هذه الدراسة و صياغة توصيات لاستخدام الذكاء الاصطناعي دون أضرار أو تبعات.”

و يمكن الاطلاع على الدراسة حول “الذكاء الاصطناعي و الإنتاج السمعي البصري و الرقمي بالمغرب”، بنسختيها العربية و الفرنسية عبر البوابة الرسمية للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري :www.haca.ma

تجدر الإشارة إلى أن مجموعة العمل الخاصة بموضوع “التقنين و وسائل الإعلام الرقمية” أصدرت منشورين (دليلين) هما “استخدام الإنترنيت في كامل الأمان: حسن استعمال الشباب و الأطفال للفضاء الرقمي” سنة 2021، و “دليل محاربة التضليل الإعلامي: مرجعيات و أدوات و ممارسات” سنة 2022.