“إذا كنت في المغرب فلا تستغرب”، مقولة سمعتها في صغري، وشاهدتها وهي تُطَبَّق أمام عيني في كبري.
في تطوان كما في كل مدن المغرب، ما إن يقترب عيد الفطر أو عيد الأضحى ، حتى يتفاجأ مرتادو وأصحاب محلات الحلاقة بالكم الهائل للناس الراغبين في حلاقة شعرهم وحلق أذقانهم. الأمر الذي يدفع أحيانا بالحلاقين للشكوى من هذه العادة، التي أصبحت ظاهرة بات من المفروض التطبيع معها في مجتمعنا. في مشهد يجعلك تتساءل بالدارجة العامية: “فاين كانوا هاد الناس؟”
الشيء الذي سيلفت انتباه قراء هذا المقال، هو أنني بدأت في كتابته وأنا أنتظر دوري عند حلاق في الحي الذي أسكن فيه. حيث أنني أسمعه في هذه اللحظات، وهو يكرر عدة عبارات من قبيل: “بنادم كادتفق معاه على الوقت وكيتعطل ، وملي كيجي وكيجبرك عييتي مادتسناه وبديتي فواحد آخور، ماكيعجبوشي الحال”.
لكن، لنكن منصفين ، ولنأخذ العصا من الجانب الآخر. إذا سألتَ هؤلاء الزبائن، لماذا بالضبط يختارون الحضور إلى الصالون قبل يومين أو ثلاثة أيام من عيد الفطر أو الأضحى، و سأنطلق هنا من نفسي، سيكون الجواب: “باش نبانو مزيون ومْأنتكين” (من antique). لأنني إذا قمت بحلاقة رأسي مثلا قبل أسبوع على الأقل من العيد، وسافرت بعدها إلى طنجة لقضاء عطلة العيد مع بعض أفراد العائلة القاطنين هناك، “غايكون الشعر كبر واللحية حتى هي ، وغانولي بحال اللي مدوز مدة سجنية فمعتقل وعاد خرج منو” ، أو كواحد من أدوار كفار قريش في مسلسل ديني.
ويبقى السؤال المطروح هنا هو: متى يجب على مجتمعنا أن يضع حدا لعدة ظواهر سيئة اجتاحته كالظاهرة التي تحدثت عنها في هذا المقال؟
في انتظار لقائكم (ن) في مقال آخر، عيدكم مبارك سعيد، وكل عام وأنتم بخير.