جريدة الأنباء و الفنون

الكتابة النسائية.. قضايا وأشكال

محمد مخلوف/شؤون

نظم نادي التربية والأدب مساء الثلاثاء الرابع عشر من مارس 2023 ندوة علمية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، تمحورت حول موضوع الكتابة النسائية قضايا وأشكال.

وتم إختيار هذا الموضوع نظرا للإنتاج الأدبي النسائي الزاخر الذي أصبح يعرفه أدبنا العربي وتزامنا مع عيد المرأة ،بتسيير رصين من مشرف نادي التربية والأدب الدكتور محمد نافع العشيري.

ونظمت فعاليات هذه الندوة بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، بحضور عدد من طلبة ينتمون لمؤسسات جامعية بتطوان.

وانطلقت الندوة بمداخلة قيمة للدكتورة سعاد الناصر التي ثمنت في البداية البادرة الطيبة التي قام بها نادي التربية والأدب بالمدرسة العليا للأساتذة، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، والتي تمحورت حول قضايا الكتابة النسائية وأشكالها، وقد افتتحت مداخلتها بجرد شمولي حول مدى حضور المرأة في التراث العربي، والإشارة إلى مجموعة من المصنفات التي روت للمرأة في القديم، والكتب أو المصنفات الحديثة التي كانت رافدا من روافد الكتابة النسائية في العصر الحديث، ويمكن اعتبار هذا مدخلا نتعرف من خلاله على مشروعية مصطلح الكتابة النسائية أو الأدب النسائي في ماستر الكتابة النسائية في المغرب بكلية الآداب بتطوان، للتعبير عن كل الكتابات التي تصدر المرأة، مهما كان توجهها السياسي أو الفكري أو الأدبي، ولا يعبر عن مفهوم النسوانية الضيقة، وإنما هو مفتوح يصدر عن الأدب الذي تكتبه المرأة، بصفتها إنسانا تخاطب الإنسانية جمعاء. وفي العدد الأول من مجلة منارات الخاصة بالكتابة النسائية تحديد شامل وأوضح للمصطلح لمن أراد الرجوع إليه.

وأوضحت الدكتورة أن الكتابة النسائية فرضت نفسها منذ أن راجت في الساحة الثقافية الغربية والعربية على حد سواء، ولا مجال للاختلاف حولها أو رفضها، لأنها حقيقة متداولة، يسعى نحو إثبات حق المرأة في الحضور الكلي في مختلف المجالات الثقافية. وبالفعل استطاعت المرأة المبدعة أن تخوض في مختلف المجالات الإبداعية، وتعيد تشكيل الواقع جماليا وموضوعيا، انطلاقا من تجربتها الأنثوية الخاصة، وتحقق هوية أنثوية خاصة بها، وتحجز فعليا مكانتها الإبداعية بالتأثير والمتابعة والدراسة والنقد.

من جانبها قاربت الأستاذة سعاد مسكين منسقة ماستر تحليل الخطاب وتدريسية المعارف الأدبية بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، -قاربت- مداخلة الأستاذة الدكتورة سعاد مسكين في ورقتها المعنونة بالكتابة النسائية السردية سؤال الكتابة وسؤال النقد اشكالا مضمونه، هل يمكن تحديد الكتابة جنسيا وفئويا وجغرافيا؟ وللإجابة عنه رصدت تصورات النظريات الغربية وموقفها من الكتابة النسائية ثم انتقلت بعد ذلك إلى الحديث عن مراحل تطور الكتابة النسائية في الغرب.

وخصصت محورا في مداخلتها لتحديد موقف النقد العربي من الكتابة النسائية ووقفت على ثلاثة مواقف: موقف القبول وموقف الرفض وموقف المساءلة. كما وضعت خارطة للكتابة النسائية السردية العربية مبينة بعض خصوصياتها في الكتابة وسماتها الجمالية وأنهت ورقتها البحثية باتجاهات النقد العربي في مقاربة المدونة النسائية السردية ووزعتها بين المقاربة التاريخية والنفسية والبنيوية والثقافية.

وفي الختام دعت إلى ضرورة التفكير في وضع تصور النظري يولد معايير بنائية وجمالية للكتابة النسائية.