العلاقات المغربية الاسبانية تحت المجهر
الأمين مشبال/شؤون
أوضح الأستاذ حميد البجوقي الخبير في العلاقات المغربية الاسبانية خلال ندوة نظمتها جمعية الحياة بمرتيل مساء الجمعة 12 يناير الجاري، بمشاركة ألفارو فروتوس روصادو المستشار السابق في إدارة الشؤون المؤسسية في مجلس رئاسة حكومة إسبانيا في فترة حكم فيليبي غونزاليس، بأن العلاقات المغربية الاسبانية قد مرت بأربع مراحل من تطورها منذ استقلال المغرب إلى يومنا هذا، وبأنه رغم بعض فترات التوتر فإن العلاقات بين البلدين (الهجرة، الصيد البحري، التعاون القضائي) لم ترقى للمستوى الذي كان يربط الرباط بباريس.
وأضاف الأستاذ حميد البجوقي في معرض تدخله، بأن مرحلة حكم فيليبي غونزاليس تميزت ببداية تشكل وعي لدى النخب الاسبانية بضرورة تجاوز الخلافات مع المغرب (اختلاف النظرة لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ملف سبتة ومليلية، تسوية الحدود البحرية)، والاستثمار في النقط المشتركة، خصوصا وأن العالم كان يشهد بداية تحولات جذرية تجلت في سقوط جدار برلين، وتقلص ملحوظ في دور وتأثير حركات التحرر الوطني، وأخيرا بروز ظاهرة الإرهاب الدولي الذي يستفيد من وجود دويلات صغيرة وهشة.
وختم الأستاذ البجوقي مداخلته بأن اعتراف إسبانيا بوجاهة مشروع الحكم الذاتي الذي يعرضه المغرب كأساس لتسوية قضية الصحراء،كان قرارا للدولة الاسبانية وليس للحزب الاشتراكي فقط، كما أن الاعتراف المذكور يندرج ضمن سياق عام أضحت فيه إسبانيا الشريك الاقتصادي الأول للمغرب وتسعى للاستثمارفي قطاعات بالغة الأهمية والمردودية مثلما هو الشأن بالنسبة للطاقة الشمسية والقطار الفائق السرعة، وتحلية مياه البحر.
من جهته قام ألفارو فروتوس روصادو برصد ملامح العصر الجديد الآخذ بالتشكل حيث النظام العالمي يسير نحو خريطة جديدة والتغيرات المناخية أصبحت واقعا يعيش مخلفاته في تطوان أو بامبلونا على حد سواء، كما أن الهوة الاجتماعية تتسع في عالمنا الذي تتهدده أخطار جوائح مقبلة على غرار كوفيد 19.
وأضاف ألفارو فروتوس بأن هذا الواقع يشجع على بروز إيديلوجيات متطرفة في أوروبا وأمريكا تتجلى بعض مظاهرها في معاداة المهاجرين، بينما يشير واقع الحال إلى الحاجة ليس فقط لليد العاملة غير المؤهلة وحسب، بل أيضا لتلك المتوفرة على تخصصات مثل الأطباء والممرضين، وبالتالي لا بد من تجاوز الأفكار النمطية.
في الأخير دعا المتدخل إلى منح المهاجرين المغاربة في إسبانيا نفس الامتيازات التي يحظى بها الوافدون من أمريكا اللاتينية، وأيضا إلى تدعيم وتطويرالعلاقات الثقافية بين البلدين أخذا بعين الاعتبار الروابط التاريخية بين المغرب وإسبانيا.