السباق الرئاسي الأمريكي: من سيتصدر السباق؟
فاطمة موسى/شؤون
سباق محتدم ذاك التي تشهده الولايات المتحدة الأمريكية من جديد.
كامالا هاريس؛ المرشحة عن الحزب الديمقراطي و نائبة الرئيس الحالي جو بايدن، في مواجهة المرشح عن الحزب الجمهوري و الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
كامالا هاريس، المرأة غير أوربية و البنت البكر لعائلة هندية الأم و جمايكية الأب، تنهض من رماد العنصرية داخل الولايات المتحدة الأمريكية مُصَوِّبَة عيناها نحو الكرسي الرئاسي الأمريكي.
دونالد ترامب الرئيس الأكثر جدلا في تاريخ الرئاسة الأمريكية، صاحب الترتيب الرابع بين خمسة أطفال لأب أمريكي و أم مهاجرة اسكتلندية، ينتقل من حياة الترف التي عاشها في نيويورك منذ نعومة أظافره ليخوض معركة رئاسة البلد الأقوى عالميا للمرة الثانية.
على مستوى السياسة الأمريكية الداخلية، تسعى كاملا هاريس و بحسب ما صرحت به في لقائات صحفية إلى التركيز على تعزيز برامج الرعاية الاجتماعية، و السياسات التي تدعم الفئات المهمشة في البلاد.
بينما يسعى ترامب إلى تقوية الاقتصاد من خلال تقليل القيود المفروضة على الشركات، و زيادة الحواجز الجمركية لحماية الصناعات الأمريكية و مواجهة الصين.
و هذا ما يعني أن كلا المرشحان في حملاتهما الانتخابية، يركزان بشكل أساسي على العطب الإقتصادي الحالي في أمريكيا الذي يعود إلى ارتفاع معدلات التضخم و تباطؤ النمو الاقتصادي، بغرض التأثير على الناخبين لاختيار المرشح الأنسب.
أما على مستوى السياسة الأمريكية داخل الشرق الأوسط؛ و في ظل الأزمة الحالية و الحرب المستمرة على كل من فلسطين و لبنان من طرف الاحتلال الإسرائيلي؛ فإن توجهات المرشحان الرئيسيان في منحيان متضادان.
إذ تسعى هاريس إلى المضي قدماً و الإستمرار على نهج مسار جو بايدن مع بعض التعديلات الطفيفة، مؤيدة مُقارَبةً تعددية في التعامل مع ملفات مثل غزة و إيران و أوكرانيا و الصين.
كما أنها تدعم فكرة حل الدولتين بما يحقق أمن الفلسطنيين، و حق تقرير المصير، بل و محاسبة المستوطنين المتشددين في الضفة الغربية على ما يقترفونه من أعمال عنف ضد الفلسطينيين، و إلى جانب هذا فقد صرحت هاريس بأنها ستواصل دعمها لتوسيع سياسات التطبيع المتمثلة في “اتفاقيات أبرهام”. كما أنها ترفض وضع شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل، و تدعو لخفض التصعيد في لبنان.
و بتفاصيل شبه معدومة يتعهد ترامب “بوقف إطلاق النار في كل من غزة و لبنان بمجرد انتخابه، و كذا إنهاء الحروب و إحلال السلام في العالم” بحسب تعبيره.
بتوجهاتهما و خلفياتهما المتضادة، يتطلع العالم في الساعات القادمة إلى نتائج قد يكون لها الأثر الكبير على القضايا الدولية، خصوصا تلك المتعلقة بالشرق الأوسط لما تشهده من تصعيد مستمر و حاد منذ العام الماضي.