الحد من العنف ضد النساء
هاجر عبد المالك العزوزي/شؤون
العنف ضد المرأة أو الفتاة هو مصطلح شائع بقدر كبير كما يعرف أيضا بالعنف القائم على نوع الجنس أو العنف الجنسي والجنساني، فهذا المصطلح يستخدم بشكل عام للتعبير عن الأفعال الشنيعة التي تمارس بشكل معتمد أو استثناء تجاه النساء، فإن هذا العنف يستند إلى جنس الضحية كدافع رئيسي وقد يكون جسمي أو نفسي
فالعنف ضد النساء والفتيات له تاريخ منذ الأزل إذ يعد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا واستمرارا، وعلى الرغم من أن حوادث وشدة هذا العنف قد تباينت مع مرور الوقت ولكنه ينظر إليه أنه آلية لإخضاع المرأة، سواء في المجتمع بشكل عام أو في العلاقات الشخصية
قد ينشأ هذا العنف من شعور بالتفوق أو كره النساء أو المواقف المماثلة للجاني، أو بسبب طبيعته العنيفة وخاصة ضد النساء
عند لفظنا لمصطلح العنف غالبا ما يتباذر لذهننا العنف الجسدي فقط، ولكننا في المقابل نجد عددا كبيرا من النساء والفتيات اللواتي يتعرضن بشكل دائم للعنف النفسي، سواء في علاقاتهم الشخصية أو العملية، فمن منا لم تعنف نفسيا ولو مزحا بنكات أو اضطهادا لإخضاعات وإكراهات لمجرد أنه امرأة، ولكن الفرق في الغالب يكمن في التصدي والقدرة على الدفاع عن نفسك سيدتي وعدم السكوت عن اضطهادك نفسيا وجسديا.
فأنا وخلال كتابة لهذه الأسطر سبق وأن تعرضت لعنف جسدي أثر كثيرا على نفسيتي، ولكنني تصديت بكل ما أوتيت من قوة حاملة لواء الدفاع عن كرامتي وشرف النساء والفتيات. فتوجهت للقانون الذي نصرني وأخذ بيدي وإلى مجموعة من الجمعيات الحقوقية التي كانت سندا لي في محنتي
قبل سنوات، دشنت الناشطة “تارانا بورك” حركة ” أنا -كذلك” (Me – Too)، والتي أثارت حراكا عالميا، مما أتاح لحظة فارقة في العمل لإنهاء العنف ضد المرأة والفتاة والتصدي له
ومنذ ذلك الوقت نما وعي وزخم لم يسبق لهما مثيل بفضل العمل الدؤوب للناشطين في الميادين والمدافعين عن الحقوق الإنسانية للمرأة، وللناجيات في كافة بقاع العالم، فرسم مخطط للحد من هذا العنف في مجموعة من الخطوات نذكر منها الآتي :
1- استمع إلى الناجيات وصدقهن
فالمرأة المعنفة نفسيا وجسديا حينما تشاركك قصتها فإنها تتخذ أولى خطوات كسر حلقة الإساءة، وبهذا وجب علينا أن نمنحها مساحة آمنة للتحدث والإستماع إليها، مع ضرورة معرفتنا أنه عند مناقشة حالات العنف الجنسي، فإن رزانة الضحية وملابسها وحياتها الجنسية لا علاقة لها بالموضوع ، فالجاني هو السبب الرئيسي للإعتداء ويجب أن يتحمل المسؤولية لوحده.
2- علم الجيل القادم وتعلم منه
تحدث عن الموافقة والإستقلالية الجسدية أمام الفتيات والفتيان واستمع أيضا لما يقولونه عن تجاربهم في عالمهم الخاص، من خلال تمكين المدافعين الشباب بالمعلومات وتثقيفهم حول حقوق المرأة لبناء مستقبل أفضل.
3- وضع استجابات وخدمات مناسبة للغرض
يعني أن الملاجئ والإستشارات وجميع أشكال الدعم للناجيات من العنف القائم على النوع الإجتماعي يجب أن تكون متاحة للمحتاجين.
4- افهم معنى الموافقة
كثيرا ما نسمع عبارات مثل : ” هي من طلب ذلك ” أو ” هو رجل وهي امرأة”، هذه العبارات الغاية منها تشويش حدود الرضا الجنسي وإلقاء اللوم على الضحايا، وإعفاء الجناة من الجرائم التي ارتكبوها. في المقابل أن أولئك المستخدمون لهذه العبارات قد يكون لهم فهم غامض لماهية ” الموافقة” فإن تعريفها واضح تماما، عندما يتعلق الأمر بالموافقة.
5- ابدأ المحادثة
يعتبر العنف ضد النساء والفتيات انتهاكا لحقوق الإنسان والذي استمر لعقود من الزمن، إنه منتشر لكنه ليس حتميا ما لم نلتزم الصمت.
6- عارض ثقافة الإغتصاب
ثقافة الإغتصاب هي البيئة الإجتماعية التي تسمح بتطبيع العنف الجنسي وتبريره، ويغذيها استمرار عدم المساواة بين الجنسين والموافق حول النوع الإجتماعي والجنس.
7- تمويل المنظمات النسائية والحقوقية
تبرع للمنظمات المحلية التي تعمل على تمكين النساء ورفع أصواتهن عاليا ودعم الناجيات، وتعزيز قبول جميع الهويات الجنسية والجنسانية.
8- لنحاسب بعضنا البعض
للعنف أشكال عديدة، بما في ذلك التحرش الجنسي في مكان العمل والأماكن العامة، حاول أن تتخذ موقفا من خلال وصفك لما تراه من تعليقات جنسية غير لائقة ونكات تنتهك حقوق المرأة والفتاة
أخلق بيئة أكثر أمانا للجميع من خلال التصدي لهذا السلوك والتحدث بصوت عال عندما يتجاوز شخص ما الحد.
للإعلام والجمعيات الحقوقية دورا حيويا في تشكيل تصورات العنف ضد النساء والفتيات، والدفاع عنهن من خلال برنامج حياة مشترك بينهما، إذ يتلقى الصحافيون والإعلاميون تدريبات خاصة على التقارير الأخلاقية وغير التمييزية حول المساواة بين الجنسين والعنف ضد المرأة والفتاة.