إصدار طابعين بريديين بين المغرب و البرتغال
شؤون
أطلقت مجموعة بريد المغرب و مؤسسة بريد البرتغال، أمس الاثنين بلشبونة، إصدارا خاصا من طابعين بريديين تخليدا للذكرى الـ 250 لمعاهدة السلام و الذكرى الـ 30 لمعاهدة الصداقة و حسن الجوار والتعاون بين المغرب و البرتغال.
و يسلط الرسم التوضيحي الرمزي لهذا الإصدار، الذي تم تقديمه خلال حفل أقيم بمقر وزارة الشؤون الخارجية البرتغالية، من طرف سفير المغرب بالبرتغال، عثمان أبا حنيني، و رئيس بريد البرتغال، جواو بنتو، و كاتب الدولة البرتغالي للشؤون الخارجية، نونو سامبايو، الضوء على تميز العلاقات التاريخية العريقة القائمة بين البلدين.
و يحمل الطابع البريدي الأول صورة للساحة التجارية التاريخية في لشبونة مع تمثال الملك جوزيه الأول، الذي وقع المعاهدة الأولى عام 1774، فيما يتزين الطابع الثاني بصورة لموقع “سقالة الميناء” التاريخي، الذي يعد جزء أساسيا من الهندسة الدفاعية للمدينة العتيقة للصويرة التي شيدها السلطان محمد بن عبد الله، المُوقع الثاني للمعاهدة.
و بهذه المناسبة، قال السيد أبا حنيني، إن هذا الإصدار المشترك بين بريد المغرب و بريد البرتغال تخليدا للذكرى الـ 250 لمعاهدة الصداقة، “يجسد عمق الروابط التاريخية العريقة بين المملكة و جمهورية البرتغال”، مشيرا إلى أن المؤسستين “استلهمتا الرسوم التوضيحية من عمق الجذور التاريخية للعلاقات بين البلدين لتصميم و إصدار طابعين بريديين برمزية و قيمة فنية كبيرة”.
و أشار الدبلوماسي المغربي إلى أن إحياء الذكرى الـ 250 لمعاهدة السلام يعد فرصة لتسليط الضوء على المكانة التي يحتلها المغرب و البرتغال في الذاكرة الجماعية للمغاربة و البرتغاليين، بفضل التاريخ و الجغرافيا، و العلاقات الإنسانية و الثقافية و الاقتصادية التي تم تطويرها عبر قرون، قائلا إن “قصتنا المشتركة و ما يجمعنا من إرث مشترك يشكل أساسا تاريخيا للعلاقات المغربية البرتغالية الحالية”.
و تابع بالقول إن إحياء هذا التراث “يعكس كيف تمكن بلدينا، بحكمة و وضوح رؤية، من تجاوز تحديات عابرة في تاريخنا، لتأسيس إرث حضاري رائع يخدم بناء علاقة متينة، تقوم على التفاهم و احترام المصالح المشتركة. إن غنى و تنوع هذه العلاقات، و آليات التشاور التي تم وضعها، قد أضفت طابعا ديناميكيا على العلاقة بين بلدينا”.
و خلص إلى أنه في “عالم معاصر يشهد تغيرات متسارعة و تحديات متزايدة من حيث الاستقرار و تصاعد التوترات و انتشار الكراهية و الحروب، فإن بلدينا، اللذان كان لهما نصيب مشترك من التاريخ، يجسدان مثالا فريدا للرهان على السلام، و الاحتفاء بما يجمعنا، و العمل بحزم للحفاظ على إرث الماضي من أجل تعليمه و نقله للأجيال القادمة”.
من جانبه، أكد رئيس بريد البرتغال، جواو بنتو، أن “التعاون في مجال الطوابع البريدية بين مؤسستي البريد في البرتغال و المغرب ليس وليد اليوم، و دائما ما اتسم بعلاقات ودية”، مضيفا أن “هذا التعاون يستمر بشكل حيوي و ملموس، إذ أن المغرب، الذي يقود حاليا قطاع الطوابع البريدية في الاتحاد البريدي لمنطقة البحر المتوسط، يحصل على دعم دائم من شركة البريد البرتغالية لتنفيذ الإجراءات التي التزم بها للفترة من 2023 إلى 2025”.
و ذكر بأنه خلال العام 2007 “تم إصدار أول طابع مشترك بين البلدين، و كان الموضوع مرتبطا بالحضور التاريخي للبرتغال في المغرب و للمغرب في البرتغال. و بعد مرور 17 عاما، نقدم اليوم إصدارا جديدا من الطوابع البريدية المشتركة، بمناسبة مرور 250 عاما على توقيع معاهدة عام 1774 و مرور 30 عاما على توقيع معاهدة عام 1994، و هما وثيقتان أساسيتان لتعزيز العلاقات المتميزة بين هذين الجارين اللذين يتقاسمان الكثير”.
و لفت السيد بنتو إلى أنه “من النادر أن يقوم بلدين، حتى و إن كانا جارين، بإصدار طابعين مشتركين خلال أقل من 20 عاما، مما يجعل الحدث الذي يجمعنا اليوم غاية في التميز”.
أما كاتب الدولة للشؤون الخارجية، نونو سامبايو، فأكد بدوره، على أن “إطلاق طابعين تذكاريين احتفاء بالذكرى الـ 250 لمعاهدة السلام بين البرتغال و المغرب، و هو حدث تاريخي بالغ الأهمية، لا يجسد فقط محطة حيوية من تاريخنا المشترك فحسب، بل هو أيضا تذكير قوي بالعلاقات المتينة التي تربط بين بلدينا عبر القرون”.
و أبرز أن البرتغال و المغرب “يربطهما تاريخ مشترك عريق، نتيجة للتقارب الجغرافي و إرث مشترك في تتلاقى فيه مجالات الفن و الثقافة و اللغة و الهندسة المعمارية”، لافتا إلى أن هذا الإرث “ينعكس أيضا في جودة و كثافة علاقاتنا الثنائية، التي تشمل مجموعة واسعة من المجالات، لا سيما في المجالات السياسية و الاقتصادية و الثقافية”.
و ذكر أن “القاعدة السياسية و الدبلوماسية لهذا الإرث المشترك تتمثل في العناصر التأسيسية لمعاهدة السلام التي وُقعت عام 1774، و معاهدة الصداقة و حسن الجوار و التعاون الموقعة في ماي 1994. و قد رسم هذان الاتفاقان مسارا من التوازن و الاستقرار و التطور الإيجابي الذي أثرى علاقاتنا بشكل متبادل”.
و تميز حفل إطلاق هذا الإصدار بحضور ثلة من الشخصيات من آفاق مختلفة، فضلا عن مسؤولين برتغاليين و إعلاميين و أكاديميين.